انقطاع كابل الانترنت الرئيسي للبلدة

منذ نعومة أظافري وأنا اعشق جهاز الحاسوب. أحببته من النظرة الأولى, برعت في فك شيفراته وفهمت قدرا لا بأس به من اكواده. تطورت علاقتي بجهاز الحاسوب عندما اشترى لي والدي أول لابتوب والذي لازلت أحتفظ به وأكتب إليكم كلماتي من خلاله.

إن شريان الحياة النابض للحاسوب هو شبكة الانترنت التي تغذيه بالمعلومات - عالم متكامل من البيانات والمعلومات في يديك. كان من النادر في كانون الثاني سنة 2013 في مصر أن تحصل على انترنت بسرعة 1 ميجا بايت - كنا نضطر كثيرا الى اغلاق واعادة فتح الراوتر وكذلك الاشتراك في باقات وهمية متعددة وذلك لفتح المتصفح الجديد آنذاك. جوجل كروم.

اخر اتصال لي مع مزود الانترنت لنا في المنزل لم يكن مثمرا الى حد كبير. فعندما طلبت منه أن يزيد لي سرعة الانترنت فاجئني بضحكة مباغتة أنني من العصر القديم لأنني على شبكة من النوع ADSL أو WIFI-4 وهي سرعات بطيئة بطء السلحفاة. وأنني ينبغي أن أقوم بتحديث جديد للراوتر ولمنفذ الانترنت.

أنهيت المكالمة مع وعود لموظف خدمة العملاء بالترقية الى باقة أحدث وكذلك شراء راوتر جديد وذلك للاستمتاع بتلك السرعات الكبيرة والتي تقترب من 30 ميجا بايت / ثانية.

وهنا حدثت الكارثة …

انقطعت شبكة الإنترنت لحظة أغلقت الهاتف مع الموظف.

بدلا من أن يزيد في السرعة قام بإغلاقها تماما …

طبعا لن اتحدث عن سيل الضحكات الذي جرى بين أفراد الاسرة ولكن, لماذا أغلق ذلك الموظف الأرعن خط الانترنت خاصتي؟

ظل ذلك السؤال يراودني طيلة الليل, فلم أستطع النوم بسببه.

في الصباح الباكر قمت بإعداد شكوى للشركة أن خط الانترنت خاصتي قد توقف تماما. وعدنى موظف خدمة العملاء بإرسال الفني لإجراء المباحثات ومعرفة سبب تلك المشكلة.

بالفعل قمت بلقاء الفني وهو رجل أربعيني لاتبدو على وجهه أي علامات التقنية ولا الحرفية. قام الرجل بإجراء بعض الاختبارات على كابينة الكابل الرئيسي ليباغتني بخبر وقع على كالصدمة. الكابل الرئيسي لاتوجد به شبكة ويبدو أنه قد قطع بسبب أعمال الحفر في المكان!

كانت هناك أعمال حفر بالفعل تقوم بها شركة الكهرباء عن طريق أحد المقاولين وهنا تحركنا لمواجهة ذلك الطاقم سىء السمعة.

مع التفاف أهالي القرية حول مكان الحادث وحول الكراكة الغاشمة التي قطعت الكابل الرئيسي تعالت الهتافات وأخبرنا مهندس الحفر أنه لن يقوم بالبحث عن الكابل بعد ان تم دفن جميع أعمال الحفر فوق كابلات الكهرباء التي كانوا يقومون بوضعها في الأسفل.

أتى أحد الشجعان وهو صاحب محل لبيع الاغذية وأخبر مهندس الحفر أنه قد قام بقطع الكابل في مكان معين حدده هو بنفسه وأنه قد قام بقطع الكابل ودفنه حتى لايعرف مكانه احد

مع بعض الحفر البسيط تمكننا من إخراج الكابل وهو بالمنظر القاتل المبين في الصورة.

مع أول نظرة على كابل الإنترنت خيم على المكان صمت للحظات من هول الصدمة التي رأيناها جميعا. فقد كان الكابل مقطوعا بشكل مفجع. رؤية منظر كهذا أشبه برؤية مريض ينزف دما كثيرا في مشفى. أو بطائرة تواجه مطبات هوائية شديدة ولايستطيع الطيار أن يسيطر عليها.

قلت في قرارة نفسي: “من المستحيل أن يتم اصلاح ذلك الكابل ولو في شهر كامل” وهنا انطلق سيل من الغضب تجاه طاقم الحفر الذي تسبب في هذه الكارثة.

قام والدي باستدعاء الشرطة التي حاصرت المكان وأثبتت الواقعة وتعهدت لأبناء القرية بأن يتم الإصلاح في أسرع وقت. ولكننا لم نكتف بذلك. فقد قمنا بإبلاغ جميع الجهات المعنية: مجلس المدينة وشركة الانترنت والمباحث وحتى مكتب المحافظ نفسه!

بالفعل بعد أقل من يوم واحد توجه للمكان ثلاثة مهندسين وقاموا بإصلاح كابل الانترنت ولا حول ولا قوة الا بالله.

أردت الخلاص من كل ذلك فتوجهت الي محبوبتي مكتبة الإسكندرية ولكن .. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. حدث ما لا يمكن حدوثه هنالك.

To Be Continued