لا أعلم لماذا يتنمر البعض على قِصر أو طول شهر بعينه؟! يقولون لك أن شهر مايو طويل جداً لدرجة أننا أمضينا عدة سنوات، ولم ينته بعد هذا الشهر اللعين!
حسناً إذن، وماذا يحمل لك يونيو من الأخبار السارّة؟ هل تنتظر مولوداً جديداً في أغسطس؟ ربما! … هل ستغير سيارتك المهترئة في يوليو؟ جائز، ولكن الشىء المثير للشفقة هو استنكار البعض لبطىء الأيام في زمن صرت لا تكاد تدرك ليله من نهاره، ولا يستوعب عقلك كيف مرت السنون، وكيف تغيرت تجاعيد وجهك وصار الأولاد الصغار ينادونك ب “عمو” بعد أن كنت تلهو بينهم بالأمس القريب!
لاتستعجلوا مرور الأيام، فنحن في هذه البقعة المخيفة من كوكب الأرض وباستقراء التاريخ تبين لنا أن كل يوم في المستقبل هو أكثر سوءاً واضمحلالاً من سابقه، وكل يوم يغوص في أعماق الماضي هو مدعاة للفخر وسبر أغواره واستكشاف ماكان فيه من درر كامنة.
فليمكث معنا شهر مايو عدة أيامه؛ فكل يوم مضى لن يعود إلى أبد الآبدين.
روابط سريعة
ملفات قانونية